الأحد، 2 أكتوبر 2016

توقعاتنا للاسواق المالية السعودية

هذه المقالة تم نشرها في المجلة الاقتصادية الامريكية "ألفا كلاود" لشهر اكتوبر 2016
كما عودتكم سابقا، سأقدم تقرير سريع عن اخر التطورات الاسواق المالية الخليجية ثم سأتطرق الى البورصة السعودية بشكل مفصل لنرى ماهي الحركة المتوقعة للأسواق. والسبب في اختيار الاسواق السعودية لهذا الشهر هو الاخبار الاخيرة بخصوص الضغوط المالية التي تتعرض لها المملكة العربية السعودية والسياسة التقشفية الاخيرة التي وصلت الى رواتب الوزراء والعاملين في القطاع الحكومي. سنحاول في هذه المقالة ان نوضح اثر هذه التطورات والسياسات على الاقتصاد السعودي ونذكر حدود الدعم والمقاومة عن طريق التحليل الفني وليس الاخبار. سنرى كيف ان الرسوم البيانية قادرة على تقديم صورة دقيقة دون الاعتماد على الاخبار.  

بشكل عام مازالت الاسواق الخليجية تتحرك تحت مضلة التصحيح ... عمليات جني الارباح للمتداولين طويلي  المدى مازالت مستمرة والتي بدورها جعلت الاسواق تدخل في هذه الحركة المتذبذبة ( يرجى مراجعة المقالة السابقة للحصول على معلومات اكثر بهذا الخصوص). لم تتغير الحالة بشكل كبير مقارنة بالشهر الماضي لكن هناك بعض الاسواق ساءت حالتها عن قبل مثل الاسواق السعودية والقطرية. الجداول التالية تمثل حالة الاسواق لشهر يوليو واغسطس وسبتمبر


اللون الاحمر يمثل نزول والاخضر ارتفاع والبرتقالي تصحيح، كما هو واضح بان شهر يوليو مغطى باللون الاخضر مما يدل على انتعاش الاسواق وكثرة عمليات الشراء، اما شهر اغسطس وسبتمبر فهو شهر تصحيح بحيث تري بان اللون الاحمر والبرتقالي اكثر من اللون الاخضر ....

نعتقد بان عمليات التصحيح ستستمر حتى نهاية سنة 2016 لأغلب الاسواق الخليجية، وذلك بسبب تجار المدي الطويل ( الشهري ) مازال باللون الاحمر ويحتاج الى فترة لا تقل عن 3 اشهر للتعافي والتحول الى اللون الاخضر.
اما بالنسبة للمملكة العربية السعودية، كان المسيطر الاساسي على الاسواق هو المستثمر طويل الامد (الشهري) الذي بدأ بالشراء منذ يناير 2016 معتقدا بان الاسواق وصلت الى القاع وانها فرصة جيدة للشراء بأسعار منخفضة، واقصد بالمستثمر الشهري هو الذي يبحث عن ارباح على مستوى الاشهر بحيث يبيع ويشتري على فترات طويلة تمتد الى ثلاث اشهر واكثر. لكن هذا الارتفاع كان مدعوم فقط من قبل فئة واحدة كما وضحنا سلفا وهي طويلي الامد ولا يوجد اي نوع من الدعم او الانسجام مع الفئات الاخرى مثل المستثمرين قصيري او متوسط المدى مثل الاسبوعي واليومي الذين مازالوا يعتقدون بان مازالت الظروف سيئة وقد تستمر الاسواق بالنزول ...

الجديد لشهر اكتوبر بان الجميع بدأ يفكر بنفس الاتجاه ولا يوجد اي نوع من القوى الشرائية التي تدعم الاسواق للارتفاع وخاصة بان عمليات الشراء للمستثمر الشهري قد تقل بشكل كبير ولا يوجد اي دافع للشراء بحسب البيانات والمعطيات التاريخية. السوق السعودي حاليا في مرحلة حرجة يقف على مستوى دعم قوي جدا وهو 5354، جميع المستثمرين متفقين على نزول الاسواق، وستنتقل السيطرة من المستثمر الشهري الى المضارب اليومي من بداية شهر اكتوبر حتى تاريخ 10 اكتوبر وسيبدأ بالضغط على الاسواق بالنزول.

 اذا لم يكسر حاجز الدعم الحالي خلال اول اسبوعين من شهر اكتوبر، هناك فرصة للشراء من تاريخ نصف شهر اكتوبر حتى نهاية الشهر. تعتبر فرصة الشراء محدودة جدا تفيد المضاربين قصيري المدي فقط، لكن هذه الفترة مشروطة بعدم كسر الحاجز الحالي وهو 5354. سترتفع الاسواق بعد ذلك بشكل مؤقت حتى خط المقاومة 5832 .
لكن بعد شهر اكتوبر سيبدأ بالسيطرة على الاسواق المستثمر الاسبوعي، بالرغم من ان هذه الفئة ستضغط باتجاه النزول لكن حدة الضغط لن تكون مثل اول اسبوعين من شهر اكتوبر ... عمليات الضغط باتجاه النزول ستكون قوية اول اسبوعين من شهر اكتوبر، ثم تقف وتبدأ مرة اخرى في شهر نوفمبر وديسمبر لكن بشكل اقل حده من الماضي ... اذا استطاع المستثمرين من فئة اليومي او الاسبوعي بكسر حاجز 5345، هناك احتمالية كبيره بان الاسواق ستقف عند الحد 4358 وهو حد منخفض جدا يعود بنا الى 2008 الانتكاسة الاقتصادية السابقة. الرسمة البيانية توضح حركة الاسواق المتوقعة وحدود الدعم والمقاومة



نهاية القول بان الاسواق السعودية تحت ضغط كبير في اول اسبوعين من شهر اكتوبر بسبب اتفاق جميع المستثمرين على النزول، وحاليا الاسواق واقفة عند مستوى حرج جدا، اذا كسر الحاجز الحالي ستتجه الاسواق الى 4000 نقطة وهي حالة تشابه الانتكاسة الاقتصادية العالمية في عام 2008 ... لكن ان لم تكسر هذا الحاجز خلال اول اسبوعين، ستكون هناك فرصة شراء محدودة من منتصف الشهر حتى اخر الشهر للوصول الى الحد 5832. بعد ذلك سترجع الضغوط بشكل تدريجي باتجاه النزول.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق