الأحد، 1 أبريل 2012

الشك حسن ام قبيح ؟

 يرى بعض المفكرين بان الشك قضيه تسلب الانسان استقراره الروحي والفكري ويجب علي الانسان تفادي كل عامل يساهم في اشعال و ابراز ملامح الشك، وان الشك هو اساس الاضطراب النفسي الذي يعتبر الخليه المسرطنه التي تغير المرتكزات العقائدية لدى الفرد.

قبل الخوض في تحليل الاطروحة السابقة، اود ان ابني التحليل على اساس علمي من خلال البدأ بتساؤلات عن الشيئ المراد معالجته، فلا يمكن ان نبحر في الاحكام والتحليل من غير تحديد الدائرة النقاشية وتبعاتها، ثم انتقل الى تحديد المتغيرات المرتبطة في المعادلة ( في حالة تمثيل الموضوع بانها معادله لخلق نموذج فكري حاله كحال النماذج الرياضية والاقتصادية)  ثم الي ايجاد العلاقة بينهم والاستتناج النهائي.
اذا نبدأ بما هو الشك ؟ وما مصدر الشك ؟ وهل هو حسن ام قبيح ؟

الشك هو حالة تبعث في الانسان عدم الاستقرار وعدم السكون، فعندما تشك بانك نسيت محفظتك في السيارة وباب السيارة مفتوح، يتملكك احساس الشك وعدم الاستقرار وذلك بسبب جهلك وعدم التيقن بمكان المحفظة، فهل هي فعلا موجودة في السيارة ام في البيت ؟
 فاذا مصدر الشك هو الجهل بالشيئ  بمعني عدم الالمام او ادراك الامر، ففي المثال السابق كان الشخض يجهل مكان المحفظة.
اما بالنسبة الي ماهيه الشك بانه حسن ام قبيح فيعتمد على الموقف، فهو امر نسبي ممكن ان يكون قبيح في امر ما وحسن في امر اخر، القاعده التي تحكم الموقف هي الغاية، فاذا كان هدف الانسان هو الشك بعينه بحيث يسعي الي التشكيك في كل الامور لغرض اللهو اوالعبث فهو امر قبيح، بحيث يعتبر الشك كمنزل لفكره ومحطة دائمة لعقله، اما اذا كان الغرض منه الوصول الي اليقين واعتباره طريق لابد من عبوره فهو اذا امر ممدوح.

بعد تعريف الشك ومصادره نستطيع توسيع البحث لتغطية متغيرات اضافية تفرض نفسها علي المعادلة الفكرية وهي ما بعد حالة الشك؟ ماهي الحالة الذهنية التي تلي الجهل والشك ؟ الجواب هو " السؤال "، فالسؤال هو وليد الشك الحسن ويعزز طريقه التفكير والعقل عن طريق البحث والتحري، فالسؤال كما يصفه الشهيد مرتضى المطهري(احد اعظم الفلاسفة الاسلاميين) هو احد الغرائز البشرية ومقدمة للتحقيق والبحث للوصول الى اليقين.
فالسؤال لغرض البحث عن اليقين هو بعينه تجرأ علي العقل وكسر القيود الفكرية التي نشأت من التقليد المجتمعي وتوارث المجهول دون تحقيق، وافضل مثال على هذا هو القرأن الكريم حين حث علي الشك والتساؤل في تقليد البيئة وفي التمسك بعبادة الاصنام لانها ورث الاباء والامهات.

وفي النهاية نكتشف بان هناك علاقة بين المتغيرات الاربعة الجهل والشك والسؤال واليقين، وبان اليقين هو وليد الشك والسؤال هي الاداة التي تساعد في البحث والتحري، وان الشك هو مجرد معبر وليس منزل للاستقرار الفكري وانه مطلوب للوصول الى اليقين والحقيقة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق