الثلاثاء، 3 أبريل 2012

النظم والفكر السياسي في الكويت

عرف علماء النفس التفكير بأنه عمليات مقارنة تنشأ في عقل الانسان يستطيع من خلالها ايجاد ماهية الامور، وان العقل يحتاج الي متغيرين اثنين لتكتمل عنده عملية التفكير، المتغير الاول هو المقارن (الشيئ المراد التفكير فيه) والثاني هو المقارن به (المعيار الذي ينسب اليه الامر للحصول على نتيجة).
المراد من هذه المقدمة هو التمهيد للتطرق الى موضوع اشمل من التفكير وهو ما يطلق عليه "النظام"، ولكن سنستخدم عنوان التفكير لاثبات مصطلح "النظم" وبعدها سنعمم المصطلح ونطبقه علي الساحه السياسية.
واضح من تعريف التفكير بانه يتكون من اجزاء رئيسية واجب توافرها وهي

  1.  المتغيرات ( المقارن والمقارن به او مايسمى بالمعطيات Inputs )
  2.  والعملية (Process وهي عمليه المقارنة)
  3.  والاستنتاج (  output وهي المخرجات او الاقتراحات او الاراء التي يصل اليها الفرد بعد التفكير)
السؤال المهم هو: كيف تتفاعل هذه العناصر مع بعضها البعض؟ ماهي الالية التي تنظم هذا التفاعل بشكل سليم للحصول على الناتج المطلوب؟  الاجابة هي "النظام"
النظام هو عبارة عن الالية التي تربط بين المتغيرات والعناصر للحصول على نتيجة معينه، ففي مثالنا السابق تكلمنا عن النظام الفكري ففيه يتم ربط المعطيات مع بعضها البعض ومعالجتها عن طريق العمليات الفكريه (المقارنة) للحصول على استنتاج معين بحيث يتوافق مع دقة وصحة المعطيات وجوده ومستوي العمليات الفكرية.
وهناك انواع مختلفة من الانظمة تختلف حسب الميادين منها النظم الفكرية، النظم الاجتماعية، النظم السياسية، النظم المعلوماتية ...الخ، ولكن كلها تتشارك بأنها المحرك الاساسي للانسان ومن غيرها يتخبط ويعيش في حاله من الفوضى ولايمكن ان يصل الى الهدف المطلوب  ولا الى بر الامان.
الان بعد المقدمة الطويلة، مايهمنا هو النظام الفكري السياسي وكيف يمكن استخدامه بشكل يحسن من المخرجات السياسية وتسهيل حياة الناخب في عملية التصويت وتقليل الشوائب الفكرية والاعلامية التي تلازم الساحة السياسية.
صوت الناخب هو نتاج النظام الفكري السياسي والذي يتكون من (معطيات) او معلومات يتلقاها من وسائل الاعلام المختلفة كشبكات التواصل الاجتماعي والتلفزيون والجرائد والدواوين، والجزء الثاني هو العمليات او المقارنه الفكرية التي تعالج هذه المعلومات، اذا الاهتمام بعناصر النظام وتحسين جودتها والتأكد من دقه المعطيات وصحتها سيرفع من مستوي جودة النظام وبالتالي سيؤثر بشكل مباشر في اتخاذ قرار الانتخاب و المخرجات السياسية، حاله كحال صناعة السيارات، صناعة السياره تحتاج الي مواد خام مثل الحديد والزجاج، وهذه المواد تعالج بطريقه علمية معينة باستخدام الالات ومعدات وطاقات بشرية فتتحول من شكل اولي ومواد خام الى وسيلة نقل تستخدم لخدمة الانسان. فبالتالي تحسين مصادر المواد الاولية وجودتها وايضا رفع مستوى الاداء البشري وتعليمهم وتطوير الالات والمعدات سيرفع من مستوي المعالجه والصناعة والذي سؤثر على الناتج النهائي.
في الساحة السياسية الحالية، يتعرض الناخب الى الكثير من الشوائب الفكرية بشكل يومي من معلومات مغلطة وبكميات كبيرة لايستوعبها حتي اكبر الحواسيب في العالم، لدينا 50 عضوا لو كل واحد منهم يصرح مره واحده باليوم فهي 50 عضو * 50 تصريح *360 يوم * 4 سنوات = صوت منتهي الصلاحية لا يعرف من اين خرج والي اين يذهب.
لا يستطيع الناخب العادي حفظ ومتابعه جميع النواب والحكم علي مواقفهم المتشابكة وسيكون مقصر في حق واجبه اتجاه الوطن في اخراج عقول تبني الوطن وتحافظ علي مصالحه، وهنا ياتي دور الحكومة بحكم سلطتها وامكانيتها ان تصلح الامور وتتأكد بان العمليه الفكريه السياسة للناخب سليمه وفي مستوي جيد ينتج صوت سليم ويختار الانسب وخالي من الشوائب والمغالطات، وذلك عن طريق امرين:
1.       تحسين جودة المعلومات: على الحكومه ان تخلق مصدر للمعلومات سليم معافي من اي مدخلات سلبية عن جميع النواب تشمل تصريحاتهم ومواقفهم في كل قضية وبرامجهم الانتخابية التي وعدوا الناخبين بتطبيقها، ويتم ذلك عن طريق خلق هيئة غير ربحية من كوادر سياسية ترصد اداء النواب وتنشر تقاريرها بشكل دوري في الصحف والانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي وايضا انشاء موقع استبيان يستطيع النائب من خلالها تقييم النواب خلال اربع سنوات وتقديم اقتراحاتهم، وتكون هذه المعلومات متوفره في كل انتخابات بحيث تعتبر مرجع للناخب يكمن خلالها دراسه حياة المرشح السياسية والحكم عليها.
2.       تحسين عملية التصنيع: علي الحكومه ان تحسن من مستوي التصنيع السياسي وتحسين مستوي الفكر من خلال انشاء برامج سياسية تستهدف الشباب وتعزز المناهج التربويه السياسية وتوضيح الدور السياسي الذي يقوم به الفرد وكيفيه استخدامه في اخراج عقول بناءه للوطن وبان صوت الفرد واجب وطني يجب توظيفه في المكان الصحيح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق