السبت، 14 مارس 2015

أنواع النظم الاقتصادية

النظام الاقتصادي يعتمد على اجابة ثلاثة اسئلة مهمة، وعلى حسب الاجابة تتكون خصائص النظام الاقتصادي:  
1.       ماهي ( What  ) السلع والخدمات التي يجب ان ينتجها الاقتصاد ؟ ماهي التركيبة الصحيحة للإنتاج النهائي من السلع والخدمات ؟ هل ينتج الاقتصاد نوع واحد من البضائع ام تشكيلة منوعه ؟ هل تتخصص الدولة في القطاع الصناعي ام القطاع الزراعي ؟
2.       كيف (How)  يمكن انتاج هذه التركيبة من السلع والخدمات؟ ماهي الطريقة الامثل في عملية الانتاج؟ هل تقوم الدولة بإنتاجها عن طريق استقراض مبلغ معين من المؤسسات الدولية ؟ ام تسمح للشركات الاجنبية ببنائها داخل اراضيها بمقابل ضرائب معينة ؟
3.       من هو (Who) المستفيد من السلع المنتجة ؟  من هم الاشخاص المسؤولين عن التصنيع ؟
الأجوبة على هذه الاسئلة هو الذي يكون النظام الاقتصادي، فهناك ثلاث انواع من النظم الاقتصادية:
النظام الاول هو نظام الاقتصاد المفتوح، اقتصاد من غير اي تدخل حكومي، وهو ما يسمى ب " Lassie Fair " وهي جملة باللغة الفرنسية تعني " دعهم يفعلون ما يشاؤون " اي سوق من غير تدخل، بحيث يكون للأفراد الحق الكامل في اختيار ما يناسبهم والعمل بما يرونه صحيحا، وان الافراد يتجاوبون مع الاسعار بشكل مباشر، بحيث اذا كانت مهنة التدريس هي مهنة ذو دخل عالي، يستطيع الافراد بان يتعلمو مهنة التدريس وان يلتحقوا في المدارس والجامعات دون قيود، وكذلك بالنسبة للوظائف الاخرى، بمعنى اخر بان الاسعار هي المحفز الاساسي للأفراد وهي التي تحكم قراراتهم وهي التي تنسق بين جميع افراد المجتمع حتى يتخصص كل شخص في الوظيفة التي يراها مناسبة له ( قانون الغابة ).
مميزات هذا النظام هو ان الافراد لهم الحق الكامل والحرية التامة بالقيام بما يناسبهم، لانهم هم الذي يحملون المعلومات الصحيحة عن انفسهم ويحملون الحقيقة عن رغباتهم، وبالتالي قراراتهم ستلبي احتياجاتهم، والميزة الثانية بان كل شخص سيتحرك ويتخذ القرار حسب المعلومات التي تتوفر لديه، وان المعلومات منتشرة في جميع نواحي الاقتصاد، ومن لديه معلومات اكثر وادق، سيحصل على نتائج افضل.
لكن من عيوب هذا النظام بان الافراد بطبيعتهم انانيين، قد يأثر قرار شخص واحد على المجتمع بالكامل، فمثلا اذا كانت هناك مجموعة كبيرة من الجماهير جالسين يتابعون مباراة معينة، وقام احد الجماهير من مكانه، سيمنع من يجلس خلفه من النظر وبالتالي سيجعلهم يقفون حتى يستطيعون متابعة المباراة، وكذلك المجموعة التي خلفهم، وبالنهاية يقف الجميع للمتابعة و تنتهي متعة المباراة ...
وعلى نفس السياق هو الاحتكار، قد يكون لشخص ما فرصة للحصول على معلومات اكثر من غيره ويستفيد منها بشكل ان يقوم بعمل احتكاري ويسيطر على اسعار السوق ويستغل الاخرين، والتلوث ايضا نوع اخر من العيوب، بحيث لا يهتم الافراد بالبيئة باحثين عن مصالحهم الشخصية دون الاكتراث الى مصالح الاخرين .
وفي المقابل هناك نظرية اخرى تستدعي وجوب جهة مركزية هي المسؤولة عن التخطيط وادارة المجتمع، بحيث تمتلك القدرة الكاملة لتحليل الاقتصاد، وتأخذ بعين الاعتبار جميع حاجات المجتمع والافراد وتحاول القيام بما هو افضل للجميع، فهي التي توفر الوظائف، وهو التي تنسق بين الموارد المتوفرة، وهو التي تأمر الناس بالقيام بأعمال معنية ...
من مميزات هذا النظام بانه يأخذ في عين الاعتبار المجتمع ويحاول ان يسيطر على كافة النواحي بحيث لا تترك مجال للاحتكار او مجال للتلوث، لكن يصعب وجود مثل هذا النوع من الادارة او شخص قائد مسؤول بحيث تكون لديه المصداقية التامة و العمل لصالح المجتمع ولا تفسده الانانية وحب السلطة، وحتى اذا كان الشخص المسؤول صالح وقادر على القيام على العمل بشكل صحيح، سيواجه مشاكل مع تعاون الناس وتحفيزهم بالقيام بأعمال معينة تتناسب مع الخطة المرسومة.
لكن هذين النظامين يقعون في اطراف الخط الاقتصادي (Extreme Cases )، ويعتبرون الحالات القصوى، بل النظام الامثل هو نظام يتكون من خليط من هذين النظامين، ليس حر تام ولا مقيد تام ...
هو نظام مركب فيه فرصة للأفراد بالقيام بأعمالهم الحرة واختيارات قرارتهم بوجود سلطة تنسق الجهود بين الافراد وتتدخل في وقت الضرورة، فهي تحاول ان تمنع الاحتكار والتلوث، وأيضا تحاول ان تزيل العقبات امام الافراد لاختيار ما يناسبهم وتلبية حاجاتهم ...
جميع النظم الاقتصادية الحالية هي نظم مركبة لكن نسبة النظم تختلف، منها ما هو ميال الى الاقتصاد الحر مثل امريكا ، ومنها ما يميل الى نظام مقيد بسلطة مركزيه مثل الاتحاد السوفيتي السابق والصين ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق