الأربعاء، 11 أبريل 2012

نظرة اسلامية في المسلمين

الهدف الاساسي للتيار الاسلامي هو تطبيق النظام الاسلامي في كافة المجالات وبشكل كامل للحصول على دولة اسلامية تتبع شرع الله وتحرص علي تطبيق الاحكام الاسلامية والسنة النبوية، ولتحقيق ذلك يخوض الاسلاميون المعترك السياسي للوصول الى المناصب التشريعية والتنفيذية لتمرير اجنداتهم وتسهيل مساعيهم، لكن الشيئ المؤكد بان تحديد الهدف لايكفي، ولكل هدف وسيلة، وهنا تكمن المصائب، هل الهدف السامي مفهوم بشكل سليم ومعرف كما عرفه الله سبحانه وتعالي؟ وماهي وسيلة الاسلاميين في تحقيق هدفهم السامي؟
للانسان خياريين: اما دستور الله او دستور البشر، فاذا اختار دستور الله سبحانه وتعالي فقد اختار الكمال الاسلامي بمجمله وبما يحتويه من انظمه سياسية واقتصادية واجتماعية، واذا اختار دستور البشر فقد حضن النقص والدستورالمعيوب، و التاريخ كفيل باثبت نقوصات الانظمة البشرية الثلاثه (الشيوعية والديمقراطية الرأسمالية والاشتراكية).
وهنا المفارقه الصريحة، لماذا يخلق الانسان دساتير ناقصة غير دستور الكمال الذي وضعه الله سبحانه وتعالى ؟ الانسان بطبعه ناقص دائم البحث عن الكمال فكيف يترك نظام الله ويصنع لنفسه نظام يتفاعل مع اقرانه بشكل معيوب ومنقوص؟
الاجابة التي نبحث عنها ليست موجودة في دستور الله والنظام الاسلامي، بل الاجابة موجودة في البشر انفسهم، فهروب الانسان من تبني النظام الاسلامي ليس لانه محدود بالزمنيه والظرفية، او ان التطور المدني والرأسمالي اثبت نجاحه واثبت فشل النظام الاسلامي، بل السبب هو اذهان الناس التي تبنت الاسلام كفكرة مشوهة والممارسة المغلوطة  لبعض الفئات المتطرفة.
فالمسيحيه على سبيل المثال، تم تحريفها وممارستها بشكل يتماشى مع مصالح المسيطرين علي الكنائس واستغلال اسم الدين لتحقيق رغبات الكهنه، فستغلوا جهل الناس بتوزيع صكوك الغفران، وقمع حرياتهم واضطهادهم وتفكيك المجتمع، و كانت نتيجة افعالهم هو لجوء الناس الى خلق نظامهم الخاص والهروب من الدين المشوه وانشاءة النظام الديمقراطي الرأسمالي كردة فعل للحفاظ على مصالح الفرد وتهميش المصالح الاجتماعيه وتبني الفكره المادية.
المطالبين الحاليين بتطبيق النظام الاسلامي لايختلفون عن الكهنة ولم يستفيدوا من التاريخ، فهم يصرون على استخدام نفس المنهج القمعي، ويتجاهلون بان النظام الاسلامي مقيد بالثبوت فلا يمكن للانسان ان يغيردستور الله، وان الناس لا تفهم كل شيئ مكتوب والتفسير في الاسلام مشكلة، كل ملة تفسر حسب اجتهاداتها وهذا بدوره يخلق التباين والاختلاف في كيفية تطبيقه وبالتالي الانحراف عن  شرع الله وعن الدولة الاسلامية المثالية.
اما بالنسبة للوسيلة التي من خلالها يمكن تحقيق الهدف، فهناك من يتبنى منهج واضح ومعلن الاهداف والوسائل ويعبر عنه احد الكتاب الكويتين بانه  شخص " يستحق الانصاف بمقدار المخالفة"، وهناك من يتبني منهج الحرباء ويؤمن بان الغاية تبرر الوسيلة.
لااريد ان اركز على الفروق لان " الاعور على العميان باشه" مايهمنا هو العامل المشترك في كلا الاسلوبين وهو تحقيق النظام الاسلامي، فماهي مرتكزات النظام الذي يتبنونه ؟ ما هي مبادئه التي تميزه عن النظام الشيوعي والاشتراكي والديمقراطي الرأسمالي؟ النظام الاسلامي نظام يكفل الحياة الفكرية والاقتصادية والمجتمعية والسياسية وهو مبني علي ركيزتين: معنى الحياة والتربية الاخلاقية. فالاول يحتاج الي شرح فلسفي لانريد ان نثقل علي القارئ لكن بالمجمل هو ان الحياة التي نعيشها هي حياة فانية ومرحلة استعداد للحياة الاخرة وهو مايميزه عن النظره المادية التي يتبناها النظام الراسمالي والشيوعي، اما المرتكز الثاني (التربية الاخلاقية) فهو المبدأ الذي يعزز القيم الاجتماعية والاخلاق كالعدل والانصاف والتسامح والصدق والامانة وكل القيم التي ترتقي بالروح للوصول الي الانسان والمجتمع الكامل.
السؤال المهم هل التربية الاخلاقية متبنى في نظامهم واساس في عملية تطبيقهم للسياسة الاسلامية ؟ هذا ماسنتناوله في المقاله القادمة انشاءالله.
في النهاية اريد ان اوضح ان الدين الاسلامي نظام مثالي ومسطرة الكمال وميزان العدل، لكن لايمكن تطبيقه بسبب غياب الفهم السليم وتعدد الملل التي تتصارع فيما بينها للفوز بمعارك لايكون الخاسر فيها الا الاسلام، فمايسعون اليه ويطالبون فيه هو ليس نظام الله ولا رسوله الكريم – صلى الله عليه واله وسلم – وان نظامهم كلمة حق يراد بها باطل.
ملاحظة
في المقالة القادمة نتطرق الى مرتكزات النظام الذي يسعي الى تحقيقه الاسلاميين وم ونسلط الضوء على الساحة السياسية الكويتية وممارسات الاسلاميين في تحقيق اجنداتهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق